إن تقوى الله ميزة من الصلاح و السمو و الفلاح يتمتع بها كل مسلم شهد من قلبه مخلصا أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم فهي شيء عظيم لأنها مقياس التفاضل بين الناس قال تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " الحجرات 13 ويقول صلى الله عليه وسلم " ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى "
والتقوى: اتقاء معاصي الله ، فهو خير لباس ، وأجمل زينة.
و قيل لباس التقوى : الحياء و قيل العمل الصالح وهو من باب الإستعارة لأن لباس التقوى يوازي العورات القيمية و المعنوية كما يواري اللباس العورات الجسدية وقد عرف العلماء التقوى بتعريفات مختلفة منها :
التقوى : إتقاء عذاب الله وذلك لا يكون إلا بالتزام شريعته
أو هي : "أن تعمل بطاعة الله ، على نور من الله ، ترجوا ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله ، تخاف عقاب الله " فالكرامة في تقواه سبحانه و تعالى ، و المهانة في معصيته.
و التقوى درجة سامية لا يستطيعها إلا من أعزه ربه و أكرمه بها ، وقد بلغ بالمقربين أن يتهموا أنفسهم بالتقصير عن أبي الدارداء رضي الله عنه قال لئن أستقن أن الله قد تقبل لي صلاة واحدة أحب إلي من الدنيا و ما فيها ، إن الله يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " المائدة 27 وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " يقول الله يوم القيامة : أيها الناس إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم عند الله أتقاكم فأبيتم إلا أن تقولوا فلان أكرم من فلان وفلان أكرم من فلان وإني اليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم ألا أن أوليائي المتقون "