من خلال مراجعة المعاجم المفهرسة لمعاني القران الكريم و ما أوردته من موضوعات برزت بعض النظائر التي تقاربت مع موضوع السعادة ، أو مثلت جزءا أو جانبا من جوانب السعادة و هذه الألفاظ هي :
1-الرضا
2- الفرح و السرور
3- قرة العين
4 - اللذة
5- البهجة
6- الهناء
7- البشرى
8- الروح
9- الطمأنينة و السكينة
10- الانشراح
11- الحياة الطيبة
12- الأمن من الخوف
إضافة إلى إيراد المعاجم لمجموعة كبيرة من الآيات الكريمة ، التي تقدم صورة حية و بسمة لوصف السعادة و السعداء و دار السعادة بالتفصيل الكامل و التام ، والذي سنلاحظه واضحا في ثنايا هذا البحث :
1- الرضا : وردت لفظة الرضى ومشتقاتها في القران الكريم في ثلاثة وسبعين موضعا منها أربعة و خمسون موضعا في السور المكية
2- الفرح : وردت لفظة الفرح و مشتقاتها في سياق القران الكريم في إثنين و عشرين موضعا منها أربعة عشر موضعا في السور المكية وثمانية مواضع في السور المدنية
3- السرور : وردت لفظة السرور و مشتقاتها في أربعة وأربعين موضعا ، ولكن بمعنيين مختلفين الأول و هو الذي يعنينا بمعنى الفرح ضد الحزن و الثاني ضد الجهر ، وبالمعنى الأول وردت في ثلاثة عشر موضعا منها عشرة مواضيع مكية و ثلاثة مواضع مدنية
4- قرة العين: وردت في القران الكريم ، عشرة مواضع في القران الكريم المدني و الذي يعنينا منها سبعة مواضع وردت فيها " قرة العين"
5- اللذة : وردت في ثلاثة مواضع اثنان منها مكيان، و الثالث في القران المدني .
6- البهجة : وردت مادة بهج في ثلاثة مواضع ،اثنان في القران المكي ، والثالث في القران المدني .
7- البشرى : وردت مادة البشرى في القران الكريم في مائة و ثمانية و عشرين موضعا ، و الذي يناسب موضوعنا منها أربعة و ثمانون موضعا ، منها واحد و خمسون موضعا ، في السور المكية و ثلاثة وثلاثون موضعا في السور المدنية
8- الهناء : وردت في أربعة مواضع ثلاثة منها في السور المكية ، و الموضع الرابع في سورة النساء المدنية
9- الروح: وردت في ثلاثة مواضع كلها في السور المكية
10- السكينة : وردت مادة سكن في القران في تسعة وستين موضعا منها سبعة و ثلاثون في السور المكية و اثنان و ثلاثون موضعا في القران المدني
11- الطمأنينة : وردت مادة طمأن في ثلاثة عشر موضعا منها خمسة مواضع في السور المكية ثمانية مواضع في السور المدنية
12- الشرح : وردت مادة الشرح خمس مرات في القران كلها في سور مكية
13- الحياة الطيبة : وردت مادة طاب في القران في خمسين موضعا ، منها واحد وعشرون موضعا في السور المكية و تسعة و عشرون موضعا في القران المدني ، و كل مشتقات تخدم موضوعنا
14- الأمن : وردت مشتقات كلمة أمن من الأمن في القران في عشرين موضعا منها : ثلاثة عشر موضعا في السور المكية و سبعة مواضع في السور المدنية
الاستنتاجات التي توحي بها نظائر السعادة في القران المكي والمدني .
بالنسبة للفظ ( سعد) و (سعدوا ) فقد وردت في سورة هود و هي سورة مكية قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ( شيبتني هود وأخواتها )
الأمر بين الأنبياء و أتباعهم و بين الكفار المعادين ، فإما الحياة طيبة في طاعة الله بعد الإيمان به و برسله ، وإما الاستئصال لأقوام لا يستحقون الحياة بكفرهم و عنادهم ، و في الحياة الأخرى إما السعادة لا شقاء بعدها أبدا، و إما الشقاء و الخلود في النار مادامت السماوات و الأرض ، و في هذا تنبيه لأهل مكة فإن مصيرهم سواء في الدنيا أو الآخرة ، أمران لا ثالث لهما ولا توسط بينهما حتى إذا استقرت هذه المعنى و هذه العقيدة في قلوبهم انطلقوا ينصرون دين الله و يبلغونه للآخرين.
أما بقية النظائر فإن من الملاحظ أن كل لفظ منها دل على السعادة الآتية المؤقتة و التي سرعان ، ما تزول ، وورودها في القران المكي أكثر ولعل في ذلك ما يفيد أن كل متعة و سعادة لأهل مكة إنما هي أنية مؤقتة مادامت بعيدة عن شرع الله ودينه ، وأما الألفاظ التي تشير إلى دوام السعادة و استمرارها فقد جاء ذكرها في القران المدني ، و في ذلك إشارة إلى أن المؤمنين في المدنية أدركوا حقيقة هذا المفهوم ، وأنه لا يستمر ولا يدم إلا إذا كان في دائرة شرع الله و دينه و هذا شأن أهل المدينة