زدني علما زدني علما
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

مقدمة بحث في السيرة النبوية

 


المقدمة :

الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ، جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء ، ونشر بدعوته آيات الهداية ، وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ، فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم العباد ، وفتح على أيديهم البلاد ، وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقاً لسابق وعده : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}([1]). فشكروا ربهم على ما هداهم إليه من هداية خلقه والشفقة على عباده، وجعلوا مظهر شكرهم بذل النفس والنفيس في الدعوة إلى الله تعالى.

أما بعد : فهذا بحث متواضع عن موضوع مهم يهم كل مسلم ومسلمة  لكونه يتعلق بصاحب الرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو تحت عنوان : دور السيرة في فهم القرآن

وكما هو معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فقال تعالى : ۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) سورة المائدة

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : يقول تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمدا باسم الرسالة ، وآمرا له بإبلاغ جميع ما أرسله الله به , وقد إمتثل عليه أفضل الصلاة والسلام ذالك , وقام به أتم القيام . اه {[1]}

ولاشك أن رسول الله  (صلى الله عليه و سلم) هو أول وأعظم من فهم القرآن الكريم، كما أنه صلوات الله وسلامه عليه لم يقدم تفسيره للقرآن الكريم في أقوال منطوقة - أحاديث نبوية - فحسب، ولكنه قدم هذا التفسير من خلال حياته العملية، فكانت مواقفه وحياته ترجمة فعلية للقرآن الكريم، ومِن ثم تعد دراسة السيرة النبوية أكبر معين على فهم القرآن الكريم وتذوق روحه ومقاصده ، إذ أن كثيراً من الآيات القرآنية إنما تفسرها وتجليها الأحداث التي مرت برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
فهناك من الآيات القرآنية نزلت في الغزوات والحروب ، أو إثر حوادث طرأت ، أو مشاكل وقعت ، أو أسئلة وُجِّهت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فجاءت هذه الآيات تحمل الإجابة ، أو تبين الحكم والغاية والهدف ، كتلك الآيات التي تتكلم عن الغزوات في سورة آل عمران والتوبة والأحزاب والفتح والحشر ..
وحتى تُفهم هذه الآيات القرآنية فهما صحيحا لا بد من دراسة السيرة النبوية والتي يتبين من خلالها أسباب نزول الكثير منها  ، فالسيرة النبوية هي التطبيق العملي لما جاء في القرآن الكريم الذي لم ينزل كتابا مُجْملاً دفعة واحدة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما نزل القرآن الكريم منجَّما (مُفَرَّقا) على مدى ثلاثة وعشرين عاماً ، منذ بدء نزول الوحي إلى انقطاعه بانتقال الرسول صلى - الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى .. ومن ثم فلابد مع القرآن والسنة أن يُتَعَّرف على سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل أحواله ، في مراحل الدعوة والدولة ، وفى البيت والمسجد وفى المجتمع .

وبدراسة السِّيرة النبوية ومعرفة اتصالها وارتباطها بالقرآن الكريم يتحول الحَدَثُ إلى درس كبير متكامل يتعدَّى الظرف والمكان إلى قيامِ الساعة ،



[1] تفسير القرآن العظيم لبن كثير ج 2  ص 109 دار الدليل الأثرية توزيع مؤسسة الريان


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

زدني علما

2016