الفرع الأول : مفهوم السيرة لغة
قبل أن أبين معنى السيرة لغة أحببت أن أنبه إلى أن مصطلح السيرة أصله من السير فانتقل من المصدرية إلى الاسم قال العلامة ابن منظور - ملخصًاومبينًا وجهَ انتقال (السَّيْرِ) من المصدرية إلى الاسمية-: (والاسم من كل ذلك السيرة)[].
السيرة لغة بكسر السين وفتح الراء هي السنة والطريقة والهيأة وجمعها سير{}
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى «» ، وقد دلت اللفظة في هذه الاية على (الهيأة) «» . وتعني هذه اللفظة أيضا أحاديث الأوائل إذا استعملناها بصيغة الجمع (سير) «» . ووافق الزبيدي (ت 1205 هـ) على ما طرحه سابقوه من معاني لهذا اللفظ «» .
وقد ذكر أهل اللغة لاسم (السيرة) أربع دلالات؛ فقالوا: (السيرة: الضرب من السير، والسيرة: السنة، والسيرة: الطريقة، والسيرة: الهيئة .
الفرع الثاني : السيرة في الاصطلاح
ولا يخفى ما بين علم الاصطلاح وعلم اللغة من وثيق الصلة، وأن اللغة قاعدة الاصطلاح، ومادته الأولى الرابطة بين شطري الدلالة (اللفظ والمعنى).
وقد عرفت هذه اللفظة فيما يبدو قبل أن يستخدمها ابن هشام بمعنى سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما جعلها علما على مختصره لكتاب ابن إسحاق .
ولكن هذا الاسم تدرج في الزمن فاتسع معناه ’ وشمل تاريخ حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جميعها
ونستطيع أن نتوصل من خلال ما تقدم إلى أن السيرة النبوية في الإصطلاح هي: / تاريخ حياة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مولده إلى وفاته مع ذكر آبائه وأهل بيته وصحابته ’ فضلا عن ذكر خصاله عليه الصلاة والسلام وأحواله وعاداته ، ثم الأحداث المرتبطة بالدعوى كالوحي والهجرات والغزوات والوفود ".