فهل السعادة المشودة تحصل حق بمنادمة النساء و النظر إليهن و الأسن بهن فقط ،و أن اللذة بهن فوق كل اللذات و السعادات ؟ إن كان كذلك فما الذي منع يوسف أن يحقق لنفسه أعظم اللذات و السعادات و ما الذي جعل امرأة العزيز تلوم نفسها و تعترف بصراحة
"وما أبرى نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم " يوسف 53
ما الذي دفع عابد بغداد حين تعرضت له إحدى البنات لتفتنه و تتراقص له بين الأشجار أن يصدها و اعظالها حتى قلبها من بغي إلى ناكسة عابدة
إذا كانت السعادة بهن و معهن ،لماذا نرى العالم الغرب الذي لا يمنعه عن العلاقات الجنسية المفتوحة مانع، يغرق في الأمراض النفسية و الاكتئاب و الإنتحار يقول أحد الجراحين البرطانين المشهورين لأحد الدعاة – الذي جاء لأجراء عملية عنده – أنا أملك كل شيء ، ولم أترك شهوة إلا مارستها ، نساء ، خمر رقص لكني لا أشعر بالسعادة و دائما منقبض القلب كئيب "
ولماذا نرى الشباب المسلمين – الذين يدرسون في أوروبا –تدعوه فتاة جميلة و هو غريب بعيد عن أعين الأهل و رقابة المجتمع ، و يمتنع عنها و ينفر منها في أخر لحظة ، وعندما دعته لإتمام الفاحشة معها تعذر لها بأنه مصاب بالإيدز، فردت عليه بأنها هي كذلك مصابة ففر منها فرحا بخوفه من الله ،حامدا الله على سلامة نفسه"
و لماذا امتنع الرجل الثاني في حديث الثلاثة الذين أغلق عليهم الغار بفعل صخرة انحدرت على بابه –عن مواقعة ابنة عمه
لولا أن هناك سعادة أعظم ، و سرورا أكبر ينتظر إما ظننت أن هؤلاء يفوتون على أنفسهم تلك السعادة المرجوة بمعاشرة النساء .
و يؤكد ذلك صراخات التحذير التي أطلقها عالم الغرب الغارق في شهوة الجنس، ذكر (جورج بالوسن ) صاحب كتاب الثورة الجنسية ما يلي : سنة 1962 صرح (كينيدي ) بأن مستقبل أمريكا في خطر لأن شبابها مائع منحل غارق في الشهوات لا يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه وأنه من بين كل سبعة شبان يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين ، لأن الشهوات"التي أغروا فيها أفسدت لياقتهم الطبية و النفسية و في سنة 1962 صرح خروشوف كما صرح كينيدي بأن مستقبل في روسيا في خطر ، وأن شبابها لا يؤتمن على مستقبلها لأنه ضائع منحل غارق في الشهوات.
هذه الصرخات إنطلقت في القرن الماضي فماذا يقولون اليوم في العام 2022 بعد أن بلغ الإنحلال الأخلاقي ما ترفعت عنه البهائم ؟